وتوصل
الباحثون إلى نتيجة فحواها أن عملية إطلاق الرسائل الخفية من أجهزة خاصة مثل (جهاز
التاتشيستوسكوب) وغيره، لها تأثير كبير على الأفراد، وفاعليتها هي كفاعلية التنويم
المغناطيسي، لأنها تخاطب العقل الباطن بشكل مباشر، لكن بطريقة مختلفة، ويمكن أن
تكون أكثر فاعلية وتأثيرا، فعند استخدام
التنويم المغناطيسي يجب على الطبيب القيام ببعض الإجراءات التي تمكنه من إلهاء العقل
الواعي كي يتسنى له الدخول إلى العقل الباطن والتواصل معه، أما عملية إطلاق
الرسائل الخفية (بصرية، صوتية، أو غيرها)، فيستطيع الدخول مباشرةً إلى العقل
الباطن دون إضاعة أي وقت في عملية إلهاء العقل الواعي، لأنه بكل بساطة لا يستطيع
إدراك تلك الرسائل أساساً، فتمر الرسائل من خلاله مباشرة إلى العقل الباطن دون أي
عقبة أو ممانعة منه .
بعد إثبات
هذه الحقيقة العلمية لفاعليتها و تأثيرها الكبيرين، راحت الشركات التجارية تنتج
أشرطة فيديو وكاسيتات صوتية (موسيقى كلاسيكية مبطّنة برسائل وإيحاءات) خاصة
لمعالجة الحالات النفسية المختلفة (حسب حالة الأشخاص)، "مثل شـــركة "ستيموتيك
إنكوربوريشن " التي قامت في العام 1983م بطرح هذه الأنواع من الأشرطة في
الأسواق و لاقت رواجاً كبيراً تعمل هذه الأشرطة على إظهار أفلام و وثائقية عن
الطبيعة أو غيرها من مواضيع مهدئة ، لكنها مبطّنة برسائل لا يدركها سوى العقل
الباطن . فتظهر هذه الرسائل على شكل ومضات لا تتجاوز مدة ظهورها 1\100 من أجزاء
الثانية حيث لا يستطيع العقل الواعي إدراكها!لكن هذه الرسائل تجد طريقها إلى العقل
الباطن بسهولة و تقوم بعملها المناسب في معالجة الحالة النفسية التي يعاني منها
الشخص !
وهناك تحقيقات كثيرة تدلّ على أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تستخدم في السجون أيضاً عن طريق الموسيقى التي تطلقها إذاعة السجن ، و صرّح مسئول رفيع عن أحد السجون الغربية ، مؤكداً هذه الحقيقة ، بأن تلك الرسائل الخفية لها مفعول كبير على إعادة تأهيل المساجين ! و من جهة أخرى ، ساعدت في العمل على تهدئة المساجين لدرجة جعلت المشاكل و المشاحنات الدموية ، التي يثيرونها دائماً ، أقلّ بالنسبة للفترة التي سبقت وضع هذا الجهاز الجديد !.
إن استخدامات هذه التكنولوجيا كثيرة جداً و متنوعة جداً تطال جميع المجالات التي يمكن أن يستفيد منها الإنسان !. لكن بنفس الوقت ، تعتبر هذه التكنولوجيا وسيلة خطيرة جداً يمكن استعمالها كسلاح دمار شامل للعقول و القناعات !. و بما أن الأعمال الخسيسة التي تقوم بها المؤسسات المالية و الاقتصادية و الإعلامية العملاقة تحاط بسرية تامة ، فلا نعلم تحديداً كيف يستفيدون منها و بأي شكل تتخذه !. لكنها موجودة ! و يتم استعمالها بشكل مفرط !. و ليس علينا سوى التنبّه لهذه الحقيقة و نتخذ الإجراءات اللازمة !. أوّل ما يمكن فعله هو : عدم الاستماع إلى إذاعات العدو ! أو غيرها من إذاعات مشبوهة !.
إننا
نتعرّض للآلاف من الرسائل الخفية يومياً !.. إنها تأتينا من كل مكان ! ، في الصور
و المجلات و التلفزيون و السينما و الراديو و حتى كاسيتات التسجيل ! . و تعمل هذه
الرسائل على برمجة قناعاتنا لصالح جهات تجارية ، سياسية ، أيديولوجية ، و غيرها !.
دون أي شعور منا بذلك ! .. لكن بعد أن علمنا بهذا الواقع الخطير ، ماذا سنفعل
إزاءه ؟...
بقلم : أنتوني المحمودي ( الوليد محمودي سابقا )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق