جذبت هذه
الظاهرة الغريبة متخصّص في مجال التسويق و الترويج الإعلاني يدعى ” جيمس فيساري”،
و خطرت في بال هذا الرجل فكرة جهنّمية سببت فيما بعد حصول ضجّة كبيرة كانت و
لازالت أكثر القضايا المثيرة للجدل!.
ثم أطلقت
وكالة الاتصالات الفدرالية تصريح ينصح بإجراء المزيد من التجارب و الأبحاث العلمية
كي يتوصّلوا لنتيجة لها مصداقية علمية قبل اتخاذ أي قرار رسمي بهذا الموضوع و من
ثم القيام بإجراء مناسب تجاهه.
وبعد فترة
من الزمن ، في العام 1958م ، وسط هذه البلبلة الكبيرة ، ظهر "فيساري"
فجأة على شاشة التلفزيون و بدا شاحب الوجه و كأنه يتلفظ بكلمات مجبوراً عليها ، و
صرّح بأن ما يسمى " بالإعلان الخفي" الذي ابتكره ليس له ذلك التأثير
الكبير على عقول الناس و أن نتائج دراسته كان مبالغ بها ! ...
لكن أتضح
فيما بعد أن الكثير من الجهات الإعلانية و التجارية وغيرها ، لم تتأثّر بحملات
التكذيب و التعتيم على هذه التقنية الخطيرة التي لها فعالية كبيرة في التأثير على
الجماهير ، لا شعورياً !..... و راحت تظهر من حين لآخر أحداث و فضائح ( حتى بين
السياسيين خلال حملاتهم الانتخابية ) تتناول هذا الموضوع ، خاصة في السبعينات من
القرن الماضي....
و تبيّن أن
الرسائل الخفية هي ليست موجودة في الأفلام السينمائية فقط ، بل في الصور أيضاً و
الإعلانات المطبوعة على الورق ، بالإضافة إلى الإعلانات و الموسيقى المسموعة عبر
الكاسيتات و إرسال الراديو .
في العام
1979م مثلاً ، ابتكر البروفيسور " هال.س.بيكر" جهاز خاص ساعد الكثير من
المتاجر الضخمة (السوبر ماركت) في كندا والولايات المتحدة على علاج مشكلة مستعصية
طالما سببت لهم خسائر كبيرة . فكانت تعاني من الكثير من عمليات السرقة و النشل
التي تحصل من رفوفها المتعددة .
وقد زوّدت
هذه المتاجر بأجهزة البروفيسور "بيكر" التي هي عبارة عن آلات صوتية خاصة
تصدر موسيقى هادئة ( سيمفونيات كلاسيكية ) ، لكنها تطلق بنفس الوقت رسائل مبطّنة
تحثّ الزبائن على عدم السرقة !
وهذه
الرسائل هي عبارة عن عبارات مثل : " أنا نزيه... أنا لا أسرق .... إذا قمت
بالسرقة سوف أدخل السجن ..." ، وتطلق هذه العبارات بسرعة كبيرة تجعله من
الصعب تمييزها ! لكن العقل الباطن يلتقطها و يتجاوب معها !!
رغم ظهور
الكثير من الدراسات التي تثبت فاعلية هذه الأجهزة المختلفة التي تتواصل مع العقل
الباطن مباشرة عن طريق إطلاق رسائل خفية متنوعة ، إلا أن الجماهير واجهت صعوبة في
استيعاب هذا المفهوم الجديد و المعقّد نوعاً ما ...
.... لكن هذا لم يمنع الباحثين عن إجراء دراسات سيكولوجية ( نفسية ) مختلفة حول هذه الوسيلة الجديدة و تأثيرها على تركيبة الإنسان النفسية ومدى التغييرات الجوهرية التي يمكن إحداثها في سلوكه وعاداته المختلفة و تفكيره ، فالعلماء النفسيين يعرفون مسبقاً حقيقة أن الإيحاءات التي يتلقاها العقل الباطن هي أكثر تأثيراً في تغيير تصرفات الشخص وتفكيره وسلوكه ، بينما الإيحاءات التي يتلقاها عقله الواعي هي أقل فاعلية في حدوث هذا التغيير الجوهري........
وقد توصلوا
إلى هذه الحقيقة أثناء اللجوء إلى علاج التنويم المغناطيسي الذي هو إحدى الوسائل
الكثيرة التي يتمكنون من خلالها التواصل مباشرة مع العقل الباطن والقيام ببعض
التغييرات الجوهرية في تركيبة الإنسان النفسية و السلوكية.
وقد نجح
علاج التنويم المغناطيسي في مساعدة الأفراد على التخلص من الكثير من العادات
السيّئة كالتدخين مثلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق