روايات كثيرة تحدثت عن الملوك و السلاطين ، من كل أنحاء العالم القديم ، كانوا يستعينون بالسحرة و الكهنة و حتى جيوش من الموهوبين بقدرات سحرية هائلة في سبيل الوصول إلى مآربهم المختلفة !. حضارات بأكملها كانت تعتمد على السحر في استراتيجياتها المدنية و الحربية على السواء !
هل هي مجرد خرافات و دروشة ؟ .... أو أنها علوم قديمة تعتمد على معرفة معينة ؟
جميع
المخطوطات و المراجع الأثرية التي مثّلت العالم القديم بحضاراته المختلفة و شعوبه
و قبائله التي عاشت على هذه الأرض تناول قسم كبير منها شعائر و وساءل و طقوس سحرية
مختلفة كان يستعين بها الإنسان في سبيل تحقيق أهدافه و غاياته الغير محدودة ،
شريرة أو خيّرة . كل شيء جاء من العهود القديمة كان يشير إلى أن السحر كان يلعب
دوراً بارزاً في العالم القديم .
روايات
كثيرة تحدّثنا كيف كان الملوك يستخدمون قدرة " الاستبصار " ( الرؤية من
مسافات بعيدة دون استخدام أي من الحواس التقليدية ) في سبيل الكشف عن أسرار العدو
و مكان تواجد جيوشه ، و نوايا و مخططات قياداته و غيرها من معلومات غيبية أخرى لا
يمكن الحصول عليها بالوسائل التقليدية . كانت وسيلة الاستبصار شائعة بين جميع
الحضارات القديمة . و كان الملوك يستعينون بالسحرة و الكهنة و غيرهم من أشخاص
متخصصين في هذا المجال ، فيقيمون الطقوس المختلفة ، و صلوات تختلف كل حسب معتقداته
و شعائره الخاصة ، فيرسلون اللعنات المدمّرة نحو العدو ! داعين إلى تخريب مخططاته
و تعديل نواياه أو تغيرها تماماً و غيرها من دعوات و تسخيرات . و كانت هذه الدعوات
تسبب الأمراض و العلل الجسدية المختلفة و أحياناً الموت !. محاصيل زراعية كانت
تتعرّض للدمار أو الإتلاف دون سبب منطقي ! دواجن و أبقار و خيول و غيرها كانت تمرض
و تموت !.
كان السحرة
في الهند القديمة و بلاد فارس و أفريقيا و مصر الفرعونية بالإضافة إلى حضارات
أمريكا الجنوبية ، يستخدمون الدمى في إرسال اللعنات إلى العدو !.
كانوا
يستخدمون دمية خشبية أو من القماش الملفوف أو غيرها من مواد ، و يجعلون هذه الدمية
تمثّل الشخص المستهدف ( تشابهه بالشكل أو كتابة اسمه عليها ) ، فيضعونها أمامهم و
يبدؤون بالتحشير و إتلاء الأقسام و الصلوات المختلفة ، كل حسب شعائره ، ثم يقومون
بعدها بالتمثيل بالدمية . يغرسون فيها الإبر و السكاكين ! أو يحرقونها بالنار ! أو
يأمرونها بأن تصاب بمرض معيّن ! أو أن تتصرّف وفق سلوك معيّن ! و كل ما يحصل
بالدمية سوف يصيب الشخص المستهدف !. إذا حرقوا الدمية بالنار مثلاًَ كان الشخص
المستهدف الذي يبعد آلاف الكيلومترات عن الدمية يصرخ من الألم الشديد كأنه يحترق
فعلاً !. و إذا غرسوا في الدمية الإبر ، يشعر المستهدف بألم شديد في أنحاء جسمه و
كأنه طعن بسكين !. هذه العلوم السحرية المرعبة كانت سائدة في ذلك الزمن السحيق .
بقلم أنتوني محمودي ( الوليد محمودي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق